Message: Return type of CI_Session_files_driver::open($save_path, $name) should either be compatible with SessionHandlerInterface::open(string $path, string $name): bool, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
Message: Return type of CI_Session_files_driver::close() should either be compatible with SessionHandlerInterface::close(): bool, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
Message: Return type of CI_Session_files_driver::read($session_id) should either be compatible with SessionHandlerInterface::read(string $id): string|false, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
Message: Return type of CI_Session_files_driver::write($session_id, $session_data) should either be compatible with SessionHandlerInterface::write(string $id, string $data): bool, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
Message: Return type of CI_Session_files_driver::destroy($session_id) should either be compatible with SessionHandlerInterface::destroy(string $id): bool, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
Message: Return type of CI_Session_files_driver::gc($maxlifetime) should either be compatible with SessionHandlerInterface::gc(int $max_lifetime): int|false, or the #[\ReturnTypeWillChange] attribute should be used to temporarily suppress the notice
أما بعد: فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى، واتقوا الله في السر والعلن، واتقوا الله في ما أعطاكم من النعم، علمتموها أم لم تعلموها، فإن المرء إذا تأمل من نعم الله عز وجل رآها كثيرة، قال الله سبحانه وتعالى {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} لإإبراهيم: 34].
يا عباد الله:
إن فضيلة الشكر وخُلًق الشكر من صفات الأنبياء، ومن عمل الأصفياء، ومن سلوك الأتقياء، وأنت أيها المؤمن تتبع أولئك الذين قال الله عنهم {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].
فاقتدِ بأولئك الذين شكروا الله عل نعمه، شكروه على الآلاء والنعم كلها، والله سبحانه وتعالى أنزل سورة الرحمن وما بين كل نعمة وأخرى يقول: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} والخطاب لمعشر الجن والإنس {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الجواب: ولا بشيء من نعمك ربنا لا نكذب فلك الحمد.
عباد الله قال الله سبحانه وتعالى { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3].
عباد الله إن الله سبحانه وتعالى غفر لسيدنا محمد كل ذنبه قال له {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] ثم قال: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}[الفتح: 2]، ومع ذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم لا يترك قيام الليل، لا يترك صيام النهار، يصوم أياماً ويفطر أياماً، وفي الليل يقوم وينام، ولكنه استمر على طاعة الله والتقرب إليه.
قيل له: ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فكان جوابه العظيم "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"([1]).
فأين أنت أخي المسلم من خُلُق الشكر على النعم؟.
إذا تأملتها في جسدك وجدتها كثيرة.
وإذا تأملتها في حياتك وجدتها كثيرة.
وإذا تأملتها في دينك وجت النعم كثيرة.
ابدأ ... ابدأ منذ اللحظة بتأمل ما عندك من النعم.
نبدأ بنعم معنوية.
فأنت من أهل الإيمان اصطفاك الله عز وجل واختارك، وغيرك ليس على مثل حالك، فاشكر الله على هذه النعمة.
أنت من أهل المساجد حضرت الصلوات وغيرك ما زال في الشهوات.
أنت تحضر الجمعة وغيرك ما زال في فراشه.
هذه نعمة أن تكون ممن يحضر صلاة الجمعة لتتذكر ربك وتذكره، تحمده وتشكره.
أنت تقرأ القرآن وغيرك لا يعرف منه شيئاً.
أنت تعلم سنة النبي عليه الصلاة والسلام وغيرك لا يتبع منها شيئاً.
وأنت ... وأنت.
انظر إلى النعم فاشكرها، فالله عز وجل وعدنا المزيد إذا شكرناه، قال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
وعندما رفع الناس أيديهم إلى الله بالدعاء، وأخلصوا إلى الله في الاتجاه، وطلبوا بصالح أعمالهم المرضية، أغدق الله عليهم النعم وكافأهم ولم ينسهم.
فإذا أردنا المزيد فلنحقق الشكر في أعمالنا وأقوالنا وسلوكنا.
تأمل في جسمك.
أنت ترى بعينين وغيرك ربما لا يبصر إلا بعين واحده.
لله في جسدك أنوار تستطيع أن ترى بعين وبعينين وغيرك لا يبصر بعينين أبداً.
أنت تستطيع أن تشم روائح الأشياء وغيرك لا يستطيع ذلك، وبالتالي لا يجد شهوة الطعام.
أنت تسمع بأذنين وغيرك لا يقدر على ذلك لعلة مَرَضِيَّة.
أنت تستطيع أن تتحرك من بيتك إلى عملك إلى منزلك وإلى مسجدك وغيرك بحالة مرض لا يستطيع الحراك.
أينما ذهبت تجد ازدحاماً.
في المساجد، تقول: لله الحمد ما أكثر الناس.
وإذا دخلت إلى المستشفيات تقول: ما أكثر المرضى!!.
فاحمد الله على نعمة الصحة، نعمة العافية.
أنت تستطيع أن تقف لله في صلاتك وغيرك لا يستطيعها إلا قاعداً.
أنت تستطيع أنت تصوم مع رمضان أيام في العام، سنة وتقرباً إلى الله سبحانه وتعالى وآخرون لا يستطيعون.
أنت تمتلك كليتين لتصفية الدم من الشوائب وطرح الفضلات وغيرك يحتاج إلى كلية، فكم يدفع لإجراء هذه العملية.
أنت تتحرك بيسر وسهولة وغيرك يُغْسل دمه في كل شهر مرة، أو في كل أسبوع مرة، ونسأل الله العافية هناك أشخاص في كل يوم يغسلون.
أنت... وأنت... وأنت....
احسب النعم في جسدك.
احسب نعم الله سبحانه وتعالى في عملك.
أنت قادر على العطاء.
أنت قادر على الذهاب إلى العمل.
أنت وجت عملاً وغيرك يتمنى أن يجد عملاً.
غيرك إذا وجد عملاً فشكر الله استمر فيه، ولكن إذا تزمر ولم يعجبه فينتقل من عمل إلى آخر فيضيع على نفسه الخيرات.
فاشكر الله على نعمة العمل.
واشكر الله على نعمة ما يأتيك من رزق، من مال، من كسب، فغيرك يعمل وربما يأتيه ما لا يكفيه.
فاشكر الله على النعم.
وهنا نقول: قليل تؤدي شكرك وتحسن واجب الحمد لله فيه خير من كثير لا تطيقه.
فأنت في نعمة ما دمت ترعاها.
وأنت في رعاية الله ورضاه ما دمت متصل به.
مما ورد في الأثر في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون أن يكون لدينا الفضول لمعرفة من ذاك الذي فعل، أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله أن يطلب من الله المزيد من المال، فقال له عليه الصلاة والسلام "قليلٌ تؤدي شكره خيرٌ من كثير لا تطيقه" ([2]).
ألح الرجل الطالب للمال على رسول الله أن يسأل الله مزيداً من الرزق لهذا الإنسان.
دعا رسول الله له.
كان ذاك الشخص يحضر الصلوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها، يحضر مع النبي في كل وقت الصلاة.
فلما اتخذ غنماً وبدأت تكثر بدأ يتخلف عن صلاة من الصلوات الخمس يصليها منفرداً.
لما زاد المال أكثر تخلى عن صلاتين، ثم عن ثلاثة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام.
كثر المال وابتعد بالرعي، فلم يعد يحضر خلال الأسبوع كله، لا يأتي إلا من الجمعة إلى الجمعة، إلى المسجد ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فليست زيادة المال بمحمدةٍ ولا مرضاة من الله.
فقليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه.
احمد الله على النعم التي أنت فيها.
زاد ماله وابتعد أكثر، حتى أنه لم يعد يحضر صلوات الجمعة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَأْتِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَجَعَلَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ" ([3]).
في آية يقول الله عز وجل عن ذاك الشخص، {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)} [التوبة].
ظن نفسه أنه إذا رزق من المال الكثير كان قادراً على أن يتغلب على الشح والبخل، وأنه يكون قادراً على العطاء والبذل، وأنه يستطيع أن يشكر الله على النعم.
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن أد الزكاة الواجبة عليك، فظن أنه كما قال قارون {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} [الزمر: 49]، فنطق كلمة النفاق بل كلمة الكفر، ما الزكاة إلا أخت الضريبة والجزية، فلا حاجة للآخرين أن يأخذونها مني، فلم يؤدِ الزكاة للنبي صلى الله عليه وسلم.
كان من الصالحين ومن الذين يصلون مع الجماعة، وإذ به ترك الجماعة، وترك الجمعة، وترك الزكاة، فماذا بقي له؟.
بقي له المال!! فليتمتع به.
وما هي النتيجة؟.
إن العاقبة تكون للمتقين، وليس للجاحدين لنعم الله.
وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك الرجل لم يدفع ولم يؤدِ زكاة المال.
كذلك في زمن أبي بكر، انتبَهَ الرجل، فأراد أن يؤدي الزكاة لسيدنا أبي بكر، قال: إن كنت لم تدفعها للنبي صلى الله عليه وسلم، فما حاجتي أن أخذها منك.
كذلك في زمن سيدنا عمر.
ومات الرجل وهو لم يؤدِ الزكاة، وربما لم يكن يصلي، إن الروايات تقول ذلك، وما هي إلا للعبرة والاتعاظ.
فذاك الذي يكفر نعم الله، وذاك الذي يبتعد عن مرضاة الله ظاناً بأن ماله سينجيه، وأن ماله يفيده!!.
في النعم، في المال، قلنا: إن غيرك لا يعمل، وأنت تعمل.
غيرك يأتيه القليل وأنت تحمد الله على ما يأتيك، على قل أو كثر.
غيرك إذا قيل له: كيف الأحوال في الحياة، وفي الاقتصاد؟!!، ربما يتذمر، وربما يقول: الأحوال ضيقة، وآخرون يقولون: ماشي الحال.
اشكر الله على النعم.
إذا اعتدت أن يأتيك مبلغ كثير، وفي هذا العام قَلَّ هذا العطاء، وهذا الرزق؛ فاشكر الله كي يزيدك.
مما يروى في مثل هذا الحال: أن رجلاً أتى إلى الإمام أبو حنيفة، فقال: إني أعمل، وصاحب العمل يعطيني خمس دراهم، وهي لا تكفيني.
فقال له الإمام أبو حنيفة: قل لصاحب العمل أن يعطيك أربعة دراهم.
ذهب إلى صاحب العمل، وقال أعطني أربعة دراهم، ففعل صاحب العمل.
ومرت الأيام، فعاد الرجل إلى أبي حنيفة، وقال له: إني أعمل، ويعطيني صاحب العمل أربعة دراهم، وهي لا تكفيني.
قال: اذهب إلى صاحب العمل، وقل له: أن يعطيك ثلاثة.
المنطق العقلي يقول، أن نطلب المزيد، ولكن المسألة ليست في الزيادة، بل هي في حصول البركة، وليست في كثرة العدد.
رجع الرجل إلى صاحب العمل، وقال له: أعطني ثلاثة دراهم، فبدأ صاحب العمل يعطيه ثلاثة.
وإذا بالرجل يعيش سعيداً مطمئناً.
عاد إلى أبي حنيفة وقال: بدأ المال يكفيني، كيف ذاك؟!!.
قال: لقد كنت تأخذ أكثر مما تعطي وتبذل، تأخذ الخمسة من الدراهم وفيها حرام، والحرام ليس فيه بركة.
قدرتك في العمل أن تعمل بمقدار الثلاثة.
وأما الزيادة فقد كنت تأخذها بدون جهد.
فهي الحرام المتعب، الحرام المرهق.
انتبه لنفسك.
أولئك الذين يعملون ولا يكفيهم دخلهم، كما يقولون.
فتش، هل جهدك الذي تبذله هو تام وكامل بمقدار ما تأخذ.
إما ماذا؟.
هناك مراجعة للنفس لنشكر الله على النعم.
المسألة في البركة، وليس في العدد.
المسألة في أن نقول: ربنا لك الحمد، وليس أن نقول: قَلَّ المطر، وليس هناك حركة في البلد، وليس هناك بيع ولا شراء.
كن مع الله، فإذا وجدت الله ماذا تخسر من بعده.
وأولئك الذين خسروا الله ماذا وجدوا من بعده.
عباد الله:
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين.
في الخطبة الثانية:
أنت في نعمة إذا كان لديك بيت، فغيرك ينام في الطرقات وعلى الرصيف.
أنت في نعمة آمناً في سريرك، في سربك، معافاً في بدنك، عندك قوت يومك، حيزت لك الدنيا بما فيها، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَقَدْ حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا , يَا ابْنَ آدَمَ , يَكْفِيكَ مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ وَوَارَى عَوْرَتَكَ"([5]).
أنت في نعمة لك آمناً في وطنك، والناس حولك يتخطفون.
أنت في نعمة مستقر في بلدك وغيرك يتجول يبحث عن بلد يستقر فيه.
أنت في نعمة.
ابحث عن هذه النعم {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21].
ابحث عن هذه النعم لتشكر الله عليها جميعاً، {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: 88].
انظر إلى الدنيا إلى من هو دونك تجد نفسك في نعمة فتحمد الله.
ولا تنظر في الدنيا إلى ما هو فوقك كي لا تزدري نعم الله عليك.
انظر من حولك وتأمل أن الله سبحانه وتعالى لم ينسك.
لم ينسك من فضله.
أعطاك فاشكره على عطائه يزدك من آلائه ونعمه.
([1]) رواه الترمذي والنسائي.
([2]) أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (14/ 16987) ، وابن أبي حاتم أيضاً كما قال ابن كثير في "تفسيره" (2/ 374) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 260/ 7873).
([3]) رواه أبو يعلى والبيهقي.
([4]) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
([5]) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وابن حبان في صحيحه.